طائــر الصقــر رحــل .. وســـرب الغـــربان حــل
رحلــت سيــدي ..
قتلوك ، ولم يكونوا ليلعلمـوا ، أن بموتك قد رفعوا شأنـك إلى علييــن
وبأنهم قد خطـوا بذهب حروف إسمك في سجـلات هذا الزمن اللعيـــن
أسمـوك أحبابك بطـلا وفارسـا وأسـدا ، وأنا أقول لك :
يكفيك فخرا بأنك كنت في يوم ، قاهر الفرس والصفويين
ويكفي التاريخ فخرا وعزة .. أن أنجـب في ذا يوم شخص يدعى : صــدام حســـين
سيـــدي ..
يكفينا أن نشاهـد لحظـات قتلك لندرك معنى الرجــولة ..
لتعلمنا كيف نرمي الخـوف خلف أظهرنا ، وللشهــادة نمضـي بكل صــلابة وثبـات
تكفينا هذه اللحظات الصغيرة .. لنأخذ منها أعظم درس في الشجـــاعة
أبا الشهيديـــن .. يامن قابلت ملاك الموت بابتســامة !
لا والله ما حدثت ، ولن تحدث على مر العصــور ... وإلى يوم القيــامة
سيـــدي ..
قدموك لنا أضحية عيــد ..
وأنا أقول لهم بأنهم قدموك أضحيــة شعــب ..
بل لا .. أنت قدمت نفسك أضحية أمـة بأكملها
ويا لبؤسهــا من أمــة ..
إستكثرت عليك حتى الإدانــة !
يا لقذرها من أمــة ،
جفت قلوبهم .. شلت بهم حتى ألسنتهــــم
بلــغ الحزن بي بعد فراقك يا سيدي حد الثمــالة ..
كيف يا سيدي ؟ ويا سيد كل شريف ؟
كيف لي ؟ إن كنت قد رضيت وسلمت بموتك ..
كيف لي بأن أرضى أن يمر نعشك بهكذا طريقة ؟؟؟
أين الموكب يا قائدي ؟
لقد نسوا ، بل تجاهلوا من تكون ..
أين تلك الأيادي التي لا طالما حلمت بمصافحة يدك ؟؟؟
أين الشفاه التي كم تمنت تقبيل جبهتك ؟؟؟
أين الأقدام التي كانت ترقص فرحا بعودتك ؟؟؟
أين وأين ؟؟
أين الرجـال التي كانت تسابق بعضها للسير بموكبك ؟؟
ها أنا أراك تزف لمثواك بلا موكــب !!!
أهكذا تكون جنازة أشرف خلق هذا العصــر ؟؟!
يا لسخــرية القــدر
لا تحزن مولاي ..فإن لم يزفك البشــر
فقد زفتك الملائكــة ..
ترافقها في السمــاء ، فهل لها أكثر من ذلك شرف وفخــر ؟
غبت .. وغاب عن سماء عــزتنا القمــر
سيــدي ..
قلتها كلمة لحظة أسرك وها أنا أعيدها لحظة شهادتك :
لن يستطيع كائنا من كان أن يعيــد بعدك للعراق مجده
فعزة العراق إرتبطت بعزتك ..
ومجده لازم حروف إسمك ..
ونوره ارتبط بإشراق وجهــك ..
رحلــت يا صــدام .. وغبت عن أرض الشقـــاق
وضاع من بعـدك وطــن ..
كان في ذات يـوم إسمــه العــــراق
م ن ق و ل
--------------------------------------------------------------------------------